
بقلم الباحث: محمود كمال
لم تكن فاطمة ناعوت مجرد شاعرة تكتب قصيدة هنا أو مقالًا هناك، بل كانت وما زالت مشروع وعي كامل، يتحدى المألوف ويفتح أبواب النقاش في قضايا حرجة اعتاد البعض أن يلتزم الصمت حيالها.
انتقلت من عالم الهندسة الصارم إلى فضاء الأدب الرحب، لتؤكد أن الكلمة قادرة على أن تبني معمارًا لا يقل صلابة عن أي بناء مادي. دواوينها وكتبها تتجاوز كونها نصوصًا شعرية، لتتحول إلى صرخة وعي ضد الجمود.
تعرّضت للمحاكمات والضغوط، لكن هذه المواقف لم تُحبطها، بل زادتها إصرارًا على المضي في خطها الفكري. قصائدها تُرجمت إلى لغات عدة، وشاركت في محافل أدبية عالمية، لتكون سفيرة للكلمة العربية في الخارج.
فاطمة ناعوت مثال حي على أن الحرية ليست رفاهية، بل حقٌ يُدافع عنه ويُكتب بالحبر والعرق وربما بالألم. إنها نموذج للكاتبة التي تعرف جيدًا أن الكلمة قد تجرح، لكنها أيضًا تشفي وتبني وتحرّر.